مليار ولي العهد- دعم الإسكان طمأنينة وطن وبيت
المؤلف: مي خالد09.19.2025

لا يضاهي امتلاك المرء لمسكن يأويه، مهما كان بسيطًا. إنه مملكتك الخاصة، حصنك الآمن، وملاذك الذي تنشد إليه الطمأنينة. هذه الطمأنينة لا تعلوها إلا حلاوة الانتماء إلى وطن شامخ.
لطالما كان البيت هو الملجأ الأمين والموئل الدافئ، والملاذ الذي نلوذ إليه هربًا من صخب الحياة وضجيجها. قلّما تجد رب أسرة لا يستميت تفكيرًا في سبيل تحقيق حلم امتلاك بيت العمر، هذا الحلم الذي يمثل في نظر الكثيرين مرساة لاستقرار العائلة وتماسكها. وعلى مر العصور، كان البيت محورًا للعديد من الإبداعات الأدبية والفنية، ومصدرًا للمشاعر الجياشة والذكريات الأسرية العابقة بالدفء والحنان، فضلاً عن كونه الحامي من قسوة الطبيعة وتقلبات المناخ.
أخط هذه السطور متأثرًا بالبادرة الكريمة التي شهدها الشعب السعودي، عندما تفضل ولي العهد الملهم، عرّاب رؤية المملكة الطموحة، بالتبرع السخي بمبلغ مليار ريال من ماله الخاص، لدعم المواطنين المستحقين للسكن الذين تعوقهم الظروف الصحية أو الاقتصادية عن تحقيقه. تأتي هذه المبادرة السامية في وقت تتفاقم فيه مشكلة التشرد عالميًا، وتبرز الحاجة الماسة إلى تضافر الجهود وتوحيدها، مدفوعة بالتعاطف والتفاني، لمواجهة هذا التحدي الإنساني.
لقد كان أميرنا الشاب قدوة لنا جميعًا في هذا المضمار، ونحن على دربه سائرون، وبأفعاله مقتدون، ولبذله متبرعون، عبر المنصة الوطنية #جود_الإسكان.
لأننا جميعًا نستحق هذا العطف الأبوي من أميرنا المحبوب، هذا الأمير الذي هو أهل له، كما أننا جديرون بهذا الوطن المعطاء. وكما أننا جميعًا حريصون على امتلاك بيت يؤوينا.
لماذا يمثل البيت أهمية مماثلة لأهمية الوطن؟ لأنه في أوقات الرخاء والشدة، في حضوره أو غيابه، يظل مرجعًا أساسيًا في ذاكرتنا ووجداننا وخيالنا، فنستلهم منه قصصنا، ونروي من خلاله حكايات حياتنا، وندرك مكانتنا في هذا العالم الفسيح. إنه الرابط الوثيق الذي نتوصل من خلاله مع الآخرين، ومع العالم أجمع، ومع الكون برمته.
تحية إجلال وإكبار، تعادل عدد بيوت السعوديين المسكونة وغير المسكونة، نرسلها إلى أميرنا النبيل، ابن الكرام، على كرمه وسخائه، وهي تحية لن تفيه حقه أبدًا.